الصفحات

الخميس، 5 يونيو 2014

العمارة الديناميكية - الأبراج الدوارة

Dynamic Architecture - Rotating towers
السكن في تطور مستمر ومذهل ، فأصبحنا نسمع عن أفكار غير تقليدية تصل إلى حد
السباحة في الخيال في مجال البناء والتشييد... وتعد المباني المتحركة هي أحدث الصرخات في مجال البناء والتشييد فبعد أن تم استخدام الأسلاك داخل المباني لنقل المعلومات والطاقة في آن واحد شرط أن تتوافق الأجهزة الكهربائية مع نظام شبكات البيت الحاسوبية حيث تساعد هذه التكنولوجيا إلى حد كبير في التحكم في الأجهزة الكهربائية بالمباني مثلا كتوقف الغسالة عند وجود ضيوف ، تشغيل التلفاز عند جلوس أفراد العائلة أمامه وهكذا امتدت ثمار التكنولوجيا الحديثة لتحريك المبنى بحسب الحاجة البيئية والمنظر الجمالي فيما يعرف بالعمارة الدينامكية.. حيث سيتم إنشاء أول مبنى متحرك في التاريخ في مدينة دبي بالإمارات وكذلك في موسكو.
والمبنى الذي سيتم إنشاؤه بدبي يبلغ طوله 420 مترا يتكون من 80 طابقا ارتفاعه 250 مترا ، وهو مكون من مجموعة من الشقق المصنوعة سلفا تدور كل واحدة منها بشكل مستقل عن الأخرى وشكلها الخارجي يتغير باستمرار.

وقال المهندس المعماري ديفيد فيشر مصمم البناية أنها ستكون البناية الأولى في العالم التي تدور ويتغير شكلها الخارجي باستمرار . وسيتولى 79 توربينا ضخما توليد الطاقة اللازمة من أجل دوران البناية ، كما ستولد هذه التوربينات الطاقة الكهربائية اللازمة للبناية ، حسب ما قاله المهندس المعماري حين كشف النقاب عن المشروع في نيويورك . وسيتراوح سعر الشقة الواحدة في هذه البناية بين 3.7 و 36 مليون دولار وكلفة إنشاء البناية 700 مليون دولار، وسيجري بناء ناطحة سحاب مماثلة في موسكو .

وتعتبر هذه الناطحة من العمارة الخضراء ومن العمارة المستدامة بسبب توليدها الذاتي للطاقة ، بالإضافة لتوليد الطاقة الكهربائية للمنشآت المجاورة عن طريق تحويل الطاقة الحركية . أي لن تولد ناطحة السحاب « الإماراتية» الطاقة التي تحتاجها فحسب إنما ستبيع الكهرباء إلى مؤسسات الطاقة المحلية.

ويقدر الخبراء بأن ناطحة السحاب ستجهز تلك المؤسسات بحوالي 190 كيلو واط من الطاقة سنوياً ، التي تصل قيمتها السوقية إلى أكثر من سبعة ملايين يورو. أما الخلايا الكهروضوئية ستكون موجودة على سطح كل دور وذلك لتحويل الطاقة الشمسية الضوئية إلى طاقة كهربائية ، وسيكون 20% من السطح مكشوفا بشكل دائم للشمس. أما بالنسبة للمواد المستخدمة في البناء أو التشطيب فهي مواد صديقة للبيئة ويمكن إعادة تدويرها كالحجر والخشب والزجاج. وبالنسبة للنظام الإنشائي للمبنى سيكون غير تقليدي ، وسيتم استخدام الالستيك مما يعطيها درجة عالية من المرونة والمقاومة مما يجعلها مقاومة للزلازل . أما النواة والمحور الرئيس الرابط بين الأدوار ستكون من الإسمنت المسلح.

ويقول « فيشر» إن كل دور وطابق سيتم تصنيعه مسبقاً في مصنع إيطالي والاستعانة بـ80 مهندسا تقنيا. وكل دور متصل بالمحور الأساسي « النواة» للمبنى وكأنه « خاتم» يستطيع الدوران . والذي يعطي كل شقة منظرا مختلفا في كل مرة ، وأعتقد أن قيمة السكن في هذا البرج ستفوق التصور . وجميع التمديدات سيتم توصيلها بالمحور الرئيس الثابت عبر قنوات تمديدات تشبه تلك التي تستخدمها الطائرات عند التمديد للوقود . وتصميم ما يعرف بالأبراج الدوارة أو المتحركة يتيح لكل طابق في ناطحة السحاب الدوران بشكل مستقل عن المبنى وفقا لرغبة سكان الطابق أو الجهة التي تدير المبنى ليوفر للنزلاء التمتع بمناظر متنوعة للشروق والغروب ولكن من موقع واحد .

وأول « برج دوار» سيبنى في دبي ثم يليه برج متحرك ثان في موسكو وبرج ثالث مماثل في نيويورك . وبإمكان مدن أخرى التقدم للتعاقد على بناء أبراج متحركة ولكن سعر المتر المربع لن يقل عن 30 ألف دولار.

والشــقق السكنية في البرج المتحرك ستكون بطريقة المباني سابــقة التجهيز التي تبنى في مصنع ثم ترفع لتثبت على هيكــل أسمنتي قائم في موقع البرج المتحرك وهذا من شـأنه أن يوفــر العمالة والمال. كما سيكون للبرج اكتفاء ذاتياً من الطاقة حيث سيكون مزودا بتوربينات لتوليد الطاقة من الرياح بين الطوابق وألواح شمســية لإنتاج كمية من الطاقة تكفي المبنى والمباني المجاورة له وبالإضافة إلى المرافق الفارهة الملحقة بالأبراج مثل أحواض السباحة والحدائق فإن تلك الناطحات المستقبلية ستجهز بمصاعد للسيارات حتى يتمكن السكان من إيقاف سياراتهم في طوابقهم .

ويبدو أن المباني المتحركة لن تكون نهاية مطاف التطورات التكنولوجية في مجال البناء والعمارة ، فقد تم استخدام التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتحقيق الراحة والأمان داخل المسكن ، فسيتيح بيت المستقبل التحكم بكل شيء من خلال ضغطة زر أو بأمر شفهي، أو حتى بمجرد الإحساس.. من إغلاق النوافذ والأبواب وتأمينها وإطلاق أجهزة الإنذار والتحكم بالإضاءة وتنقية الهواء ودرجة حرارة المبني وتحريك المظلات الخارجية لتحمي من الشمس . كما سيتم بالمباني المستقبلية الاستفادة من أسطحها في حماية البيئة بدلا عن الغابات الإسمنتية التي أخذت في الانتشار .

كما أن المباني المستقبلية ستتسم بالمحافظة علي استهلاك الطاقة بها والعزل لمواد البناء فيقل تكلفة الاستهلاك المستمر . ومن المقدر أن يقل الاستهلاك لأكثر من 40 في المئة من المباني التقليدية كما ستكون المباني المستقبلية محمية بتصميماتها من اللصوص والحيوانات وكل من لا يرغب في دخوله تلك المباني .

والاستشعار التلقائي من المميزات التي ستضيف للمباني المستقبلية صفة مميزة مثلا أن تغلق الستائر مع زيادة درجة الحرارة أو بدء زيادة نسبة الرطوبة نتيجة التعرق .

كما سيستخدم أنواع من المواد المعالجة ضد الحريق والتسرب والامتصاص سهلة التنظيف من الأخشاب والمواد البنائية الصناعية الأخرى . كما ستساعد البيوت المستقبلية في مساعدة المعاقين لممارسة حياتهم العادية من الاستجابة لردود أفعالهم أو تنبيههم لمتطلباتهم بالصوت أو الضوء كما ستوفر احتياجات جميع مستخدمي المبنى من خلال أجهزة استشعار يتم إضافتها بكل أجزاء المبنى لخدمة مستخدميه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق